التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

مميزة

لعنة الغراب

  كان ذلك الكائن المسكين يركض بسرعة و عجلة واضحة ، أقدامه تتراقص على أرضية الرصيف كأنها دولاب متحرك ، وذراعاه كانتا تتطايران بخفة في الهواء و ترسمان تيارات عزم دائرية  ، وداخل قفصه الصدري كان ثمة طائر أسود يعبث و يلهو ، فتارة يدخل رأسه بين العظام و تارة ينقر برفق عليها و يعزف أغاني على ذوقه ، و لكن ذلك لم يكن يهم السيد عاطف حينها ، فكل ما كان يدركه هو أنه قد تأخر ، لقد تأخر للغاية ، ظل يركض بلا تعب أو توقف ، لم يكن يتنفس ، و ليس لأي هواء أن يتردد على جوفه الذي يخلو من رئة واحدة ، و لم يكن يتعرق ، فهو بلا لحم أو دم ، إنه بلا أي شيء ، حسبه عائلة مترابطة من التراكيب البيضاء الصلبة ، لقد كان السيد عاطف هيكلاً عظميا ً..   يحمل في يده حقيبة سوداء يمسكها بمفاصله ، و أسنانه البارزة ترافق ملامحه المعدومة ، فهو عديم الملامح تماماً ، لم يكن ثمة جلد يساعده و عضلات تقوم به ، و لم يكن ثمة شفاه ليزمها و يخفي بها ابتسامته القبيحة ، و لم يكن يستطيع إغماض عينيه ، فهو حتى عند المنام ينام بعيون مفتوحة ، و ليست عيونه جميلة فاتنة ، حسبها مساحات كروية مفرغة تحتل جمجمته ، لكن عاطف كان يرى ب...

آخر المشاركات

الكا و البا

رقصة البوتاسيوم

كلمة

أجنحة ضامرة

فصل محذوف من رواية الغول

My seconed family

أنا الخريج

صائد النجوم

حلم ذبيح

نحن لسه في سنة 2023 ؟