نحن لسه في سنة 2023 ؟

      بقينا ما قادرين نحس بالزمن ، حتى الروح المستقلة عن الجسد ، و المسؤولة عن إدراك الوقت ، بقت شاكة و ما عارفة تحدد الزمن كيف ، نحن في ياتو سنة ؟ نحن في ياتو قرن ؟ القرن العشرين خلص و لا لا ؟

نفرض أنه  القرن العشرين خلص ،  ليه طيب بلدنا واقفة و ما ماشة لي قدام ؟ انقلابات عسكرية ، حكومات مضطربة ، و فوضى  ، شغالين نعيد في الحكاية دي من بعد الاستقلال  ، و كأننا طلعنا من قيود الإنجليز عشان ندخل في دوامة جديدة و قيود عملناها نحن لنفسنا ،  و الوضع مستمر و الدوامة مستمرة ، لحد ما بلدنا زهجت مننا ، و جات الحرب بعد دا كله عشان تعبر عن غضب الوطن المحبوس جواه ، عشان توقف المهزلة دي كلها ، و تقول لينا أصحوا يا ناس .. أطلعوا من قوقعتكم الجامدة دي و ارجعوا لوعيكم .. دي ما حياة تعيشوها !!

نحن ما بنتشاءم بالدهر ، و لا قصدنا نعترض على قدر ربنا ، لكن سنة 2023 دي كانت بداية لمصائب و هموم اترمت على كل السودانيين ، و الأيام العاشوها الناس في سنة 2023 أيام صعبة و مرة و حارة شديد ، و كلنا كنا بنقول : يا ريت السنة دي تخلص ، يا ريتها تخلص ..

استنينا لحد شهر 12 ، و قلنا الحمد لله يمكن الوضع يتغير ، نتفاءل بالعام الجديد ، بداية جديدة لحياة جديدة ، كنا فاكرين أنه سنة 2024 حتجي ، لكن للصدمة الكبيرة ، سنة 24 ما بدت و لا جات ! البدا عندنا شهر 13 و شهر 14 و شهر 15 ، و سنة 23 جرت جرة طويلة ما كنا متوقعينها ، استمرت المصائب و المشاكل ، استمرت الحرب ، ما في حاجة اتغيرت ، ما في حاجة اتبدلت ، و كأننا في نفس السنة ، و كأنه الزمن وقف بينا .

   السودان كله عايش في حالة اسمها تجمد  الوقت ، من يوم 15 إبريل خلاص ، الزمن وقف ، لا بقت في شمس بتشرق و لا شمس بتغرب ، المواصلات وقفت ، العربات وقفت ، الناس البتبيع في السوق وقفت ، و أي زول كان بقول ليه في كلمة وقف و ما تم كلامه ، الأحلام وقفت ، الجوطة وقفت ، و الناس كلها سكتت . و الموت هو الوحيد الظهر ليه صوت .

  من أول طلقة الموت صحا ، و الفزع و الخوف و الوجع و الحزن كلهم صحوا من رقادهم ، و قاموا على حيلهم ، و خشوا جوا الناس و بقوا يحركوهم و يتكلموا بألسنتهم . كل السودانيين اتنهبوا ما بس في ممتلكاتهم ، حتى أجسادهم بقت ما حقتهم براهم ، و إحساسهم بالزمن وقف. 

لكن كلنا من جوانا لسه صاحين ، و كلنا من جوانا بنعاين السنة الطويلة دي بتخلص متين ، لأنه ما في عام جديد إلا لمن أحوال الناس تتبدل ، إلا لمن نحس أنه في حاجة جديدة ، في أمل جديد ، ادعوا ربنا أنه سنة 2023 تخلص ، لأنها بالجد طولت.



تعليقات

المشاركات الشائعة