صائد النجوم
إن قدرك هو أن تعيش في عذاب ، و تحاط بالعذاب ، و ترى في الورود أشواكاً ، و ترى حياتك سجناً ، حتى يحلو لك الخروج منها إلى غيرها ، و البحث عن النعيم في خيالك و تصوراتك و أحلامك ، و انتظار لقياه كأمل منشود أو سراب بعيد .
إن قدرك هو أن تتصور نفسك سجيناً حتى إن سكنت قصراً مشرفاً على حدائق غناء و جداول جارية و عصافير مغردة ، و ابتسمت لك الدنيا و أحبك الناس ، أن تجد في نفسك من العذاب ما يغنيك عن عذاب الدنيا ، و تصور لك نفسك الحياة كسجن شيد من أجل تعاستك ، و تختلق لك أسباباً عديدة للحزن في سبيل إقناعك بهذا الأمر، و الغاية هي أن تشعر أنك سجين لتبحث عن الحرية في فضاء الفكر و الفن ، لتبحث عن الحرية بعيداً عن حدود حياتك ، و تحاول أن تتجاوزها لفرط إحساسك بالأسر ، أن تعيش في الليل ، أو تتصور أنك تعيش في ليل طويل ليس فيه نهار ، ليل حياتك الطويل الأدهم ، ثم تلقي صنارتك في الفضاء الرحب ، و تتلذذ بخاطرة مضيئة ، بفكرة ، إحساس ، قصيدة ، أو حتى حلم ، هذا هو قدرك .
تعليقات
إرسال تعليق