مسرحية كوكب الزهرة


الشخصيات : 

الأكسجين : غاز تتنفسه معظم الكائنات الحية ، نسبته في الهواء الجوي تعادل 21 بالمائة 

شجرة : نبات 

الغازات الدفيئة ( ثاني أكسيد الكربون - الميثان - بخار الماء - مركبات أخرى)




المشهد الأول : طبقة الستراتوسفير 

( الغازات الدفيئة )

ثاني أكسيد الكربون : تعالي إلي أيتها الأشعة الكونية ، أيتها الحرارة الفائضة ، سأمتصك ثم سأطلقك في الأرض و الفضاء و في كل مكان 

الميثان : أحب الحرارة كثيراً ، إنها تجعلني مبتهجاً و تمنحني إحساساً أقرب للثمالة ، أحب اللعب بها و لا أعتقد أن هناك ما يجعلني سعيداً أكثر من ذلك 

ثاني أكسيد الكربون : إذن هيا يا رفاقي لنحتفل بهذه الأشعة المنعشة و نتشرب منها قدر ما نريد ، فهي مهداة إلينا مجاناً من عزيزتنا الشمس .

الميثان : تلك النجمة كريمة جداً لتمنحنا كل هذه الحرارة بلا مقابل . هيا بنا لنرقص و نعبر عن سعادتنا و بهجتنا 

بخار الماء : انظروا يا رفاقي ، إنه الأكسجين الممل قادم نحونا 

ثاني أكسيد الكربون : يا إلهي! ليس الأكسجين ، أكره ذلك الغاز المتحذلق ، الآن سيمطرنا بنصائحه المملة و سيفسد بهجتنا بكلامه الذي لا يحب أحد الاستماع إليه 

( يدخل الأكسجين )

الأكسجين : الغازات الدفيئة ، ألا تملون من أعمال الشغب و إثارة الفوضى ؟ إن شغبكم المتزايد هذا يثير قلق جميع سكان الأرض 

ثاني أكسيد الكربون : ها قد بدأنا من جديد ، ما الذي تريده منا أيها الأكسجين ؟ إن كنت تريد إفساد متعتنا ، فأهنئك على نجاحك في ذلك ، و الآن اتركنا و شأننا من فضلك 

الأكسجين : كل الحرارة التي تمتصونها لم تنجح في إذابة قلوبكم الحجرية ، كيف بوسعكم أن تكونوا باردين و عديمي الإحساس لهذه الدرجة ؟

الميثان : ما الذي فعلناه لنستحق منك هذا الكلام ؟ إننا فقط نلعب و نستمتع بوقتنا 

الأكسجين : لعبتكم السخيفة تهدد الحياة على كوكب الأرض . إنكم تلقون الحرارة بغباء فترتفع سخونة الأرض بسبب ذلك ، و لولا هذا السلوك الأحمق لتمكنت الأرض من تمرير الحرارة للفضاء و الحفاظ على توازنها ، أخبرتكم بذلك مراراً و تكراراً ، و لكنكم كالخراف البليدة التي لا تفقه شيئاً .

ثاني أكسيد الكربون : إلزم حدودك أيها الغاز المتعجرف ، إياك أن تختبر غضبنا و إلا لقناك درساً لن تنساه أبداً 

الميثان : تتحدث إلينا و كأنك الملاك الهادئ المسالم الذي يعشق الطبيعة ، أنظر إليك ، الجميع يعلم أنك مجرد غاز أهوج مولع بالاحتراق و الاشتعال ، أيها الأكسجين 

الأكسجين : نزواتي تلك لا تقارن بالضرر الناجم عن رقصاتكم البلهاء في الغلاف الجوي . أتعلمون أنكم تهددون الحياة على كوكب الأرض ؟ 

بخار الماء : فلقتنا بهذه العبارة أيها الأكسجين ، نحن نحتفل فقط ، كيف يمكن لهذا أن يهدد الحياة على كوكب الأرض ؟ أنا متأكد أن بعض الحرارة لن تؤذي أحداً

الأكسجين : هل فقدت رشدك ؟! أنتم تذيبون الجليد و تفسدون بيئة كثير من المخلوقات المسكينة التي لا ذنب لها في جنونكم و سرحكم ، أتسألني كيف يمكن لهذا أن يهدد الحياة على كوكب الأرض ؟!  إنكم تحولون ببطء هذا الكوكب اللطيف الهادئ لهيئة  أقرب إلى هيئة شقيقه الزهرة ، الذي جعلته لعبة الاحتباس الحراري أرضاً للجحيم ، تبخرت المحيطات في ذلك الكوكب ، و لا يوجد أي أثر يمكن أن يدل على الحياة ، إن كنتم تريدون أن يحدث هذا لكوكب الأرض ، فاستمروا فيما تفعلونه و واظبوا عليه 

ثاني أكسيد الكربون : ما هذه القصص السخيفة التي تختلقها يا أكسجين ؟  إنك تهول الأمور و تضخمها لتحرمنا من متعتنا و تفسد علينا لعبنا . إن كنت غيوراً و حقوداً لهذا الحد ، فخير لك أن تنضم إلينا و تريح نفسك من عناء الحسد و الغيرة ، لدينا أشعة تكفي الجميع .

الأكسجين : أنا المخطئ لأنني أهدر وقتي بالحديث إليكم ، سأترككم الآن أيها المجانين ، فقد ضقت بكم ذرعاً 

( يخرج الأكسجين )

الميثان : ياله من مغرور و متحذلق ، يتحدث من قصره العالي دائماً 

ثاني أكسيد الكربون : إتركوا ذلك المعتوه يثرثر لوحده ، و لنواصل حفلتنا الرائعة 


( المشهد الثاني ) 

( الأكسجين - شجرة )

أكسجين : كما ترين ، حاولت إقناعهم عندما أرسلتني إليهم ، و لكنهم لا يستمعون إلي أبداً ، إنهم كمجموعة من السكارى 

الشجرة : و لن يستمعوا أبداً يا أكسجين ، و طالما ارتفعت نسبتهم في الجو ، فسيستمرون في امتصاص الحرارة و إطلاقها دائماً

أكسجين : و ما العمل الآن يا شجرة ؟ هل نترك الاحتباس الحراري يفتك بالمخلوقات ؟ 

الشجرة : أنت تعلم أن المصانع و مصادر الطاقة التي تعتمد على الفحم و البترول و الوقود الأحفوري ، هي المسؤولة أولاً عن ارتفاع نسبة الغازات الدفيئة في الجو ، و نحن لا نستطيع فعل شيء حيالها 

أكسجين : لو أن الأمر بيدي ، لأجبرتهم على البحث عن وسائل بديلة لإنتاج الطاقة ، أولئك البشر الأغبياء 

الشجرة : سأحاول المساهمة في حماية الحياة قدر ما أستطيع ، سأحتجز ثاني أكسيد الكربون ، و سأمنعه من آداء رقصته السخيفة في طبقة الستراتوسفير ، قد أكون مجرد شجرة ، و لكني لن أتوانى و لن أستسلم ، سأبذل ما في وسعي لأجل الحياة 

الأكسجين : انتبهي يا شجرة ! انتبهي ! ثمة رجل يحمل منشاراً و هو قادم نحوك 

الشجرة : يا إلهي ! هذا المنشار الحاد يقطع جسدي ! الوداع أيتها الحياة ! الوداع أيتها الحياة 

( تموت الشجرة ) 

أكسجين : كانت الشجرة هي الأمل الوحيد ، و لكنها قطعت الآن ، و لست أدري ما سيحدث لكوكب الأرض بعدها ، أعتقد أن البشر ، و ليس الغازات الدفيئة ، هم التهديد الحقيقي للحياة 

( يخرج الأكسجين ) 


النهاية 



مدونة وضاحة_مسرحية كوكب الزهرة


تعليقات

المشاركات الشائعة